سورة التكوير - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التكوير)


        


{وَمَا هُوَ} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم {عَلَى الْغَيْبِ} أي الوحي، وخبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائبًا عنه من الأنباء والقصص، {بِضَنِينٍ} قرأ أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء أي بمتهم، يقال: فلان يظن بمال ويزن أي يتهم به: والظنة: التهمة، وقرأ الآخرون بالضاد أي يبخل، يقول إنه ياتيه علم الغيب فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به، ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلوانًا، تقول العرب: ضننت بالشيء بكسر النون أضن به ضنا وضنانة فأنا به ضَنينٌ أي بخيل. {وَمَا هُوَ} يعني القرآن {بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} قال الكلبي: يقول إن القرآن ليس بشعر ولا كهانة كما قالت قريش. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أي أين تعدلون عن هذا القرآن، وفيه الشفاء والبيان؟ قال الزجاج: أي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي قد بينت لكم. ثم بيَّن فقال: {إِنْ هُوَ} أي ما القرآن {إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} موعظة للخلق أجمعين. {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} أي يتبع الحق ويقيم عليه. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله، وفيه إعلام أن أحدًا لا يعمل خيرًا إلأ بتوفيق الله ولا شرًا إلا بخذلانه.

1 | 2 | 3